معالجة مياه الصرف الصحي وإعادة استخدامها أحد أبرز التحديات التي تواجهسوريا، الأسبوع السوري الألماني الخامس للبيئة ركز على مواجهة هذا التحديبحلول تعتمد على تقنيات وخبرات ألمانية بيئية وأقل تكلفة من أنظمة الصرفالشائعة.البروفسور اوي تروكر، الأستاذ في جامعة برلين التقنية/ TU Berlin عارضفكرة تحويل المنطقة الزراعية في حي المزرعة إلى حديقة عامة لأن ذلك لنيقلل من استخدام المياه التي تُستهلك حاليا لأنتاج الخضار والفواكه. ورأىتروكر بأن "العكس سيحصل بناء على تجارب عدة دول، أي أن استخدام المياهسيزيد، إضافة إلى خسارة العائد الزراعي". وعليه فإن تحويل المنطقة إلىحديقة برأي الخبير الألماني "ليس مجديا حتى على صعيد البيئة، كما أنهسيؤثر بشكل سلبي على مصادر المياه في مدينة دمشق ومحيطها لأن الحدائقتحتاج إلى مياه أكثر من المساحات المزروعة بأشجار الفواكه والنباتات"وبالنالي يرى تروكر بأنه من الأفضل زراعة منطقة المزرعة بمزروعات على أساساستخدام أنظمة ري حديثة لحل مشاكل نقص المياه في منطقة لا يتجاوز فيهامعدل الهطول المطري 180 ملم في السنة.معالجة مياه الصرف الصناعي أحد ابرز التحدياتعلى صعيد أنظمة الصرف الصحي رأي المشاركون بأن معالجة "مياه الصرف الصناعيوالحمأة الناجمة عن الصناعات" هي من المهمات الأساسية على طريق حل الحد مننقص المياه وتوفيرها(الحمأه هي مخلفات سائلة أو صلبة تنجم عن الصناعات).البروفسور بارتر هارتفيك، الخبير لدى شركة "أكوا كونسلت" عرض في هذاالإطار خبرات شركته في مجال معالجة الحمأة الناتجة عن الصرف الصناعيوالاستفادة منها في توليد الكهرباء أو لأغراض اخرى كالزراعة أو استخدامهافي الحمامات؛ "نقوم في شركتنا بتكثيف كميات الحماة وبعد استقرارها ننزحالماء منها حتى نتمكن من تجفيفها تمهيداً لإعادة استخدامها" على حد تعبيربارتر، الذي يرى إن عملية معالجة الحمأة تحتاج لمراحل إضافية من خلالمعالجتها لإنتاج غاز حيوي. ويوافق بارتر على إن هذه العملية مكلفةاقتصادياً لبلد مثل سوريا لكنها مع الأيام ستثبت جدارتها ومدى قدرتها علىتوليد الكهرباء والتخلص من الملوثات التي تؤثر على المياه النقية والتربة.
تقنيات ألمانية ناجحة في محطة معالجة الصرف الصناعي الكويتيةوفيما يتعلق بالنجاح في معالجة مياه الصرف الصناعي والحمأة الناتجة عنهايرى البروفسور نوبيرت موللر بلانكي، خبير لدى شركة TIA الألمانية، إنمشروع محطة الصرف الصناعي في الكويت التي تعتمد على خبرات بشريةوتكنولوجية ألمانية يشكل مثالا لمعالجة مياه الصرف الصناعي والاستفادةمنها لأغراض أخرى لا تؤذي البيئة. "تعبىء مياه الصرف الصناعي في الكويتبصهاريج وتنقل إلى الصحراء الكويتية حيث يتم تنقيتها بواسطة المحطة التمتم إنشائها على مساحة ربع مليون متر مربع هناك"، كما يقول بلانكي ويضيف:"المحطة تحتوي على أربعة مداخل لمياه الصرف الصناعي، حيث إن المدخل الأولمخصص للمياه الخالية من الزيوت، والمدخل الثاني مخصص للمياه التي تحتويعلى معادن ثقيلة وهكذا لكل نوع من مياه الصرف مدخل خاص به". وعليه فإن لكلنوع خط معالجة معالجة مختلف عن الآخر، إضافة إلى أنه تتم معالجة المياهبشكل بيولوجي" على أن يتم الاستفادة من المياه المعالجة مجددا. أما الحمأةالناجمة عن المعالجة الأولية فتحتوي على طاقة هائلة يمكن الاستفادة منهافي توليد الكهرباء، غير أن أصحاب القرار في الكويت الغنية بالنفط قررواحرقها في محرقة خاصة بدلا من الاعتماد عليها في توليد الكهرباء.
معالجة مياه الصرف الصحي بالنباتاتوفيما يتعلق بالحلول التي تحتاجها سوريا لمعالجة مياه الصرف الصحيوالصناعي فيها اختلفت الآراء حول جدوى الطرق المستخدمة والمطروحةللمستقبل. الدكتور هولكر بابش الخبير لدى شركة ipp consult يرى بأن بناءمحطات المعالجة بالنباتات في بلد مثل سوريا أفضل من الطرق الأخرى المكلفةاقتصادياً. "إضافة إلى فوائد النباتات على صعيد طرح الأوكسجين، فإنالمحطات التي تعتمد عليها تحتاج إلى تقنيات بسيطة وتكاليف محدودة"، كمايقول بابش. ومن الأمثلة على ذلك حسب الخبير الألماني محطة معالجة منطقة"جديدة يابوس" التي تم بنائها بالتعاون مع شركة ipp، ومن ميزات محطاتالمعالجة بالنباتات على مستوى كل مناطقة على حدة انتفاء الحاجة لأنظمةالصرف الصحي المركزية العالية الكلفة في كل المناطق: "نظام المعالجةبالنباتات مجد في القرى والتجمعات السكانية المتوسطة في الأرياف حيثالمسافات المتباعدة بينها، بينما المشكلة في المدن تحتاج إلى طرق أخرى"،كما يقول بابش الذي يرى بضرورة تصميم محطات معالجة بالنباتات وفقاًلمعايير تأخذ بعين الأعتبار عدد السكان.
شاركفي فعاليات الأسبوع الخامس السوري الألماني الخامس للبيئة الذي تنظمهجامعة دمشق بالتعاون مع جامعة روستوك الألمانية تحت عنوان "أنظمة الطاقةوالبيئة المستدامة "نحو 61 باحثا المانيا من اربع جامعات وممثلون عن شركاتومكاتب استشارية متخصصة في المجالات المختلفة المتعلقة بالبيئة إضافة إلىمشاركة نحو 450 متخصصا من الجامعات السورية والوزارات المعنية والهيئاتومراكز البحوث المتخصصة.
وشملتفعاليات الاسبوع الذي انعقد في دمشق من 28 نوفمبر/ تشرين الثاني ولغاية 2ديسمبر/ كانون الأول 2010 تبادل الخبرات بين الجانبين السوري والالماني منخلال طرح ومناقشة 45 ورقة عمل حول الأنظمة المستدامة لمياه الشرب ومياهالصرف الصحي وتوفير الطاقة والطاقات الجديدة والمتجددة إضافة إلى الأنظمةالمستدامة لإدارة النفايات الصلبة وتدويرها على حد تعبير الدكتور عبد اللهنصور، رئيس الوفد الألماني إلى سوريا، في حديث خص به دويتشه فيله.