ربما كانت الأشهر الستة الماضية من أكثر الفترات التي شهدت جدلا واسعا حول مستقبل العراق في تاريخه الحديث ، أينما ذهبت تستمع الى نفس الحديث .. متى تتشكل الحكومة ؟ ومن الذي يشكلها ؟ ومن الذي يؤثر في الوضع العراقي ؟ وما دور الدول الاقليمية ؟ وماهو موقف الادارة الاميركية ؟ هل سيعود البعثيون الى السلطة ؟ وهل يمكن أن نخرج من حالة الاستقطاب الطائفي ؟
ربما مئات الاسئلة تتردد في كل محفل مهما كان مستوى ثقافة وإطلاع المتحاورين
لست هنا بصدد البحث عن أجوبة لهذه الأسئلة التي تبدو محيرة فعلا بل أن البحث عن جواب ربما يبدو محبطا
لكني هنا أود أن الفت نظر القارئ الكريم الى أننا نحن العراقيون الآن وفي هذا الظرف نناقش ونتحاور ونحلل المشهد السياسي بكل جرأة ووضوح .. ونتعلم فن السياسة ونؤثر في مجريات العملية السياسية حتى لو لم نكن نشعر بكل ذلك الآن ، بخلاف كثير من الشعوب التي بدأت تستسلم لتوريث الحكم من الأب الى الأبن رغم أنظمتها الجمهورية !
بحيث صارت تلك الشعوب مجرد أرقام لا تؤثر ولا تغير شيئا بل تسير خانعة كيفما أراد لها الرؤساء الذين أصبحوا ملوكا أو أنصاف آلهة .. وإلا بربكم .. مامعنى أن يحكم الشخص نفسه البلاد لأربعين عاما بعد أن اسقط نظامها الملكي ثم يهيئ لخلافة أبنه من بعده ؟ لماذا أسقطتم الأنظمة الملكية إذن ولماذا خدعتم شعوبكم بجنة النظام الجمهوري ؟
مهما يكن من أمر
ستنقضي هذه المرحلة بكل تعقيداتها .. وسيخرج الانسان العراقي مزودا بوعي سياسي مميز وتجربة غنية وسيكون الانسان العراقي مع نضوج التجربة رقما صعبا يفرض نفسه وخياراته على توجهات قواه السياسية ومسار عملها
ربما أخطأنا وأخطأ الزعماء السياسيون كثيرا
لكن المستقبل هو للعراق وأبناءه .. حتى وإن كنا قد خسرنا الكثير